الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم تطلق كرسي الشاعر محمود درويش

إحياءً للذكرى العاشرة لرحيله وتزامناً مع العام الثامن عشر لتأسيس الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم أطلقت الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم كرسي الشاعر محمود درويش للأدب والشعر في إحتفال جمع أهل السياسية والفكر والفن في قصر اليونيسكو برعاية وحضور وزير الثقافة د.غطاس خوري حضره نائب رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني أ د زياد أبو عمر، النائب تيمور جنبلاط ممثلاُبالأستاذ ظافر ناصر والنواب فؤاد مخزومي، عدنان طرابلسي ، وزير الإقتصاد نقولا الصحناوي، وزير الاتصالات جمال الجراح ممثلا بالأستاذ محمد عفيفي ،وزير التربية مروان حماده ممثلاً بالأستاذ نادر حديفه وزير شؤون اللاجئين معين المرعبي ممثلاً بالسيدة مي الصايغ ، ،النائب جميل السيد ممثلاً بالسيد محسن السيد ، النائب اسعد حردان ممثلاً بالعميد جورج جريج ، النائب سامي الجميل ممثلاً بالسيدة برندا ياسير، الأستاذ عماد الخطيب،  شيخ عقل الطائفة الدرزية ممثلاً بالشيخ سامي أبي المنى، السفير الفلسطيني د أشرف دبور، د.أحمد الحسيني ممثلاً السفارة الإيراني ، ممثل مدير عام أمن الدولة المقدم أيمن محمود، أمين سرحركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات ،أ د. معن بشور ، وحضور من  أهل الفكر والقلم والشعر .

 

بعد النشيدين الوطني اللبناني والفلسطيني قدمت الللقاء الإعلامية لوركا سبيتي متحدثة عن مسيرة محمود درويش وإرثه الفكري والوجداني في ذاكرة المجتمعات الثورية والإنسانية، مقدمة رئيس مجلس أمناء الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم د. حاتم علامي للإعلان عن أسماء اللجنة وتسليمهم وشاح محمود درويش وتضم (د حاتم علامي ، الفنان مارسيل خليفه ، الشاعر شوقي بزيع ،أ د أنطوان سيف ، أ د كلوديا أبي نادر ، أ د وجيه فانوس ، أ د منذر جابر ، أد ماهر الشريف ، أ د علي شعيب ، أ ماهر مشيعل) وبعد الصورة التذكارية لإطلاق اللجنة تحدث د . علامي عن مبادرة الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم التي نشأت من تحد لشعارات طواها الزمن تنتصر اليوم لإرادة العلم والثقافة بأن تضع على بوابة مرحلتها القادمة كرسياً للإبداع الإنساني وإنحيازها إلى أبجدية التغيير، وها الكرسي ليس تكريما لمحمود درويش فحسب بل بأننا نحمل وصيته عملاً لمشروع ثقافي وطني حر يجسد الإيمان بقضية فلسطين وأضاف محمود درويش هو في رؤيتنا تجربة نيرة نهتدي بها على دروب الفكر والمعرفة، حيث العمل لتطعيم المناهج الجامعية بالتجربة خياراً ومصباحاً للإضاءة على حقبة إستثنائية في تاريخنا الحديث، من خلال تكريم سنوي للمساهمات في إحياء فكر درويش شعراً ونثراً ورسماً ومسرحاً، مشيراً إلى السعي للتشبيك مع المبادرات الدولية كجامعة بروكسل.

 

ثم تحدث وزير الثقافة د غطاس خوري قائلاً: "نجمةَ فلسطينَ والعرب... والمستمرّ في إضاءَتِه كلِّ كلمةٍ، ونغمةٍ، ولونٍ وطنيّ...، فنحن نقفُ فعلاً بكلِّ محبةٍ واحترامٍ وإجلال. هذا الكبير الذي تحتفلُ جامعةً لبنانية (الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم) بإطلاقِ كرسيٍّ باسمِه، للأدبِ والشعر، بإدارةِ نخبةٍ من المبدعينَ الأعلام، نريدُه، كما تريدُه هي، قدوةً للوطنية، للعروبة، للنضال... ولتشجيعِ الشباب على العطاء، على الإبداع، وعلى التفوق. فالجامعة ليست فقط للتعليم،  بل للتربية، وللتنشئة الوطنية، ولتعميقِ المعرفةِ ونشرِها، فليست جودةَ التعليمِ العالي هي المطلوبة فقط، بل جودةَ مثلِ هذا العملِ نوعاً وقيمةً. وفي هذا فلتتنافس الجامعات.

ألم يُـنشدْ محمود درويش:

"أرضُنا ليست بعاقر

لها ميلادُها

وكل فجرٍ له موعدٌ ثائر"

نعم، نحن ننتظرُ مَن يسير على خطى محمود درويش، في الصمود، في الثورة على الكسل، والفساد، والانهزام، وفي محبةِ الغدِ الأفضل للإنسانِ العربيّ، وللوطنِ العربيِّ الكبير، هذا الوطن الذي كانَ في شعرِه كلِّه، "القضية"، عاشَ وماتَ دونَها، ألم يقل : "الوطنُ ليس سؤالاً تجيبُ عليهِ وتمضي، إنه حياتُك وقضيتُك معاً"، وقد طبّق قولَه تماماً في كلِّ حياته". وختم "نعتزُّ بمثلِ هذا الاحتفالِ الأكاديميِّ الواسع، والذي جمعَ المهتمينَ من العربِ واللبنانيين، دبلوماسيين ومبدعين، حولَ رائدٍ عربيٍّ للشعر، قلَّ نظيرُه."

 

كلمة دولة فلسطين ألقاها السفير د أشرف دبور الذي شكر وزير الثقافة على رعايته والجامعة الحديثة للإدارة والعلوم على المبادرة التي تعكس الوفاء لمحمود درويش ، هذا الصوت الهادر بالثورة على الظلم والإحتلال لفلسطين وأضاف محمود كم تليق بك فلسطين، أم البدايات وام النهايات، كانت تسمى فلسطين، وصارت تسمى فلسطين، وكم تليق بك بيروت، خيمتنا ونجمتنا، وهي تكرمك في العقد الأول لرحيلك بل وتخلدك حضوراً وإرثاً ثقافياً في ذاكرتها. وختم ، ليكن كرسي محمود درويش للأدب والشعر مدخلاً عظيماً لتجنيد كل طاقات البمدعين بالإرتكاز إلى تراثه ومدرسته و إبداعه العظيم ومحطة لتعزيز جبهة الثقافة في عمقنا العربي .

 

كلمة كرسي محمود درويش ألقاها أمين عام إتحاد الكتاب اللبناني ، د وجيه فانوس معتبراً أن كرسياً أكاديمياً للشاعر محمود درويش في جامعة تسعى إلى تخصص علمي لطلابها في مجالات الإدارة والعلوم لا يعني إلا أن علاقة عضوية تقوم في هذه الجامعة بين العلم والثقافة ، وهذه العلاقة الممارسة ومن منظار أكاديمي مسؤول ، تؤكد في ما تؤكده ،ان العلم بلا ثقافة تؤازره ، هو علم ضعيف في آفاقه الإنسانية ، كما أن الثقافة ، من دون علم يعضدها ، هي ثقافة مائعة في وجودها  الإنساني الفاعل .

 

كلمة مؤسسة محمود درويش ألقاها نائب رئيس مجلس الوزراء أ د زياد أبو عمروالذي أشار أن هذا القرار من قبل مؤسسة أكاديمية لبنانية بإطلاق كرسي الشاعر محمود درويش للأدب والشعر له وقع خاص ومميز ، حيث أن لبنان وشعبه له مكانة خاصة لدى درويش ولدى الشعب الفلسطيني ، وما الإحتفال بذكرى مرور عشر سنوات على رحيله إلا ودلالة واضحة عن المكانة التي إستحقها في فضاء الثقافة العربية والإنسانية ، فحقق شعره إختراقاً واضحاً في الوعي الإنساني و اصبح الأوسع إنتشاراً على صعيد الترجمات إلى العديد من اللغات .

وأعلن عن جائزة سنوية بإسمه للمبدعين والشعراء والأدباء من فلسطين والعالم العربي والعالم ليبقى إرثه في وعي الأجيال الفلسطينية ثورة وهي تواجه بصلابة الأحتلال الاستيطاني الإسرائيلي .

 

ثم تحدث الشاعر شوقي بزيع قائلاً: "حيث كتب محمود أخيراً في قصيدته الوصية " وضعوا على التابوت سبع سنابل خضراء إن وجدت وبعض شقائق النعمان إن وجدت " ، لم يكن الإيقاع وحده هو الذي أملى عليه ذلك الإستدراك الأخير في نهاية الجملة بل لأنه كان يحدس بموته في قيظ آب ، حيث لا سبيل للسنابل إلى الإخضرار وللشقائق إلى التفتح ،وربما كان يحدس في الوقت ذاته بأن الربيع العربي الذي مهد له بشعره سوف يتم إخلاؤه من البراعم والأحلام ليصبح مساحة لنفايات الثورات وخردة الشعارات العجفاء ، وليتحول  إلى ساحة المواجهة الضارية بين سياط الجنرالات وسواطير الانبياء الكذبة ، ومع ذلك فإن الجغرافيا التي نعرفها ليست دائماً على حق ، فحيث تنخفض الجبال إلر أدنر مستوياتها ، يتكفَل الشعر بتصحيح المشهد ، حتى ليسأل أحدنا قائلاً " ماهي القمة الأكثر إرتفاعاً في بلاد العرب ؟ " فيجيبه الآخر دون تردد : " قبر محمود درويش ".

 

وأختتم الإحتفال الذي أطل فيه الفنان التشكيلي برنارد رنو بلوحة تمثل محمود درويش رسمها مباشرة خلال ساعتين ، بإطلالة للفنانة سمر كموج وفرقتها الموسيقية التي قدمت فيه أغان لدرويش أحن إبى خبز امي وبين ريتا وعيوني ، تخلله لوحات فولكلورية من التراث الفلسطيني